العصافير - روضة بتسعة أطفال - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

الجولان
العصافير - روضة بتسعة أطفال
بقعاثا \ الجولان - «جولاني» - 17\11\2008
في بقعاثا، احتفل أطفال روضة العصافير «التسعة» اليوم بيوم الطفل العالمي، وحضوا أسوة بأترابهم في باقي الروضات بفقرة ترفيهية قدمها لهم المهرج موفق علي، على الرغم من ارتفاع تكاليفها مقارنة بالروضات الأخرى نظراً لقلة عدد الأطفال، حيث يغطي الأهل ثمن تكاليف الفعالية.

وتقول المربية ومديرة روضة العصافير ميساء الصفدي:
الجولان - ميساء الصفديروضة العصافير تختلف عن غيرها من الروضات حيث أنها مخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. هم أطفال طبيعيون ولكنهم يحتاجون إلى جهد خاص. فمنهم من يعاني مشاكل في النطق، ومنهم من يعاني مشاكل في السمع، أو بطئ في الحركة ورد الفعل. لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال إلى عناية خاصة لكي يتمكنوا من التأقلم في المجتمع، وردم الفجوة بينهم وبين باقي أترابهم، لكي يأخذ دورهم المناسب لهم عندما يكبرون.
لقد أقيمت الروضة عام 2004 وهي تستقبل الأطفال من كافة قرى الجولان (مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنية، والغجر)، ويرتادها هذا العام 9 أطفال. يعمل في الروضة طاقم مكون من 6 أشخاص وهم: مربية مسؤولة، مساعدتين، أخصائية في العلاج البديل، أخصائية في علاج النطق، وأخصائية في العلاج بالحركة. وتفتح الروضة أبوابها يومياً من الثامنة وحتى الثالثة والنصف بعد الظهر.

وتضيف الآنسة ميساء:
للأسف الشديد لا زال مجتمعنا ينظر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة خاطئة، وهذا ما يدفع معظم الأهالي إلى عدم إرسال أطفالهم إلى هذه الروضة، وهم بذلك يزيدون مشكلتهم ويعمقون الهوة بينهم وبين المجتمع، ويحرمونهم من فرصة تأهيلهم للاندماج في المجتمع عندما يكبرون. وهذا برأي ظلم لهؤلاء الأطفال. آمل أن يفهم الأهل أن وجود روضة من هذا النوع هو لخدمة هؤلاء الأطفال ولتأهيلهم لمواجهة ظروف الحياة القاسية بصورة أفضل.

السيدة وردة الشوفي أم لطفلة ترتاد روضة العصافير قالت:
لدي طفلة تعاني من مشكلة بالنطق، وتأخرت بالحديث بالنسبة لعمرها. للأسف ليس لدينا الوعي الكافي لفهم مشاكل أطفالنا، والتوجه في الوقت المناسب للجهات المختصة (الشؤون) لتلقي المساعدة والعناية المناسبة بالطفل الذي يحتاج لظروف خاصة.
أنا عرفت بالصدفة، عن طريق جارتي، أن هناك إطار خاص لرعاية الأطفال مثل ابنتي، ولولا ذلك لبقيت ابنتي في البيت والله أعلم كيف كان سيصبح مستقبلها. ابنتي تلعب وتأتي إلى الروضة مثل أي طفل في جيلها، ولكنها بالإضافة إلى ذلك تتلقى علاجاً من قبل أخصائية لمشكلة النطق التي تعاني منها، وهي تتقدم بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة التي قضتها هنا، وهذا يجعلني مطمئنة على مستقبل ابنتي.
المجتمع عندنا لا زال يعاني من عقد عفا عليها الزمن. أنا أعرف نساء لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنهن لا يرسلن أطفالهن لإطار تعليمي وتربوي مناسب، يتعامل مع الإعاقة التي يعانون منها، لأنهن يشعرن بالعيب أو الخجل، وكأن هذا الأمر عار على العائلة.. إنها ترسبات متخلفة إنما تلحق الأذى بأطفالهم، الذين يمكن ان يحصلوا على فرصة لتأهيلهم فيما لو تم التعامل معهم بصورة صحيحة ووضعوا في الإطار التعليمي المناسب لهم.